فاعلية البرامج التي تتبناها وزارة التربية والتعليم في علاج ظاهرة العنف في المدرسة الحكومية الفلسطينية

Abstract

هدفت الدراسة إلى تقييم فاعلية البرامج التي تتبناها وزارة التربية والتعليم في علاج ظاهرة العنف في المدرسة الحكومية الفلسطينية، وللإجابة عن أسئلة الدراسة تم استخدام ثلاث أدوات: الأولى استمارة مؤشرات للحد من العنف، والثانية أداة لقياس نسبة تحقق أهداف البرنامج ومخرجاته، والثالثة أداة تقويم برنامج اجتماعي، وطبقت الأولى على عينة من (8) مدارس يطبق فيها برنامج المدرسة صديقة للطفل في مديرية طولكرم، و(8) مدارس يطبق فيها برنامج سياسة الحد من العنف في مديرية ضواحي القدس، على عينة قوامها(144) فرداً(طلبة، ومعلمين، ومرشدين) ، وتمت الإجابة عن الأداة الثانية من قبل(32) من مديري المدارس ومنسقي الصحة المدرسية، في حين استخدمت الثالثة لتحليل فاعلية البرنامج من قبل منسقي البرنامجين في الإدارة العامة للصحة المدرسية في وزارة التربية والتعليم، وذلك باستخدام أداة نوعية تم تطويرها لهذا الغرض، ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها الدراسة حول فاعلية برنامجي المدرسة صديقة للطفل وسياسة الحد من العنف ما يأتي: 1. معدل النسب المئوية لتحقق المؤشرات في مدارس الإناث أعلى منها في مدارس الذكور، حيث يوجد في مدارس الإناث تحقيق فعال لأغلب مؤشرات الحد من العنف، مع وجود استدامة للمخرجات. 2. معدل النسب المئوية لتحقق المؤشرات من وجهة نظر الهيئة الإدارية والتدريسية أعلى منها لدى الطلبة، حيث ارتأت الهيئة الإدارية والتدريسية أن هناك تحقيقاً فعالاً لأغلب مؤشرات الحد من العنف، مع وجود استدامة للمخرجات. 3. حصلت المؤشرات( تعمم المدرسة تعليمات منع العقوبات البدنية في مكان بارز في المدرسة، وينفذ طاقم المدرسة أنشطة فعالة لمنع نبذ أحد الطلبة من قبل الأقران على أدنى نسبة مئوية، في مدارس الذكور ومدارس الإناث، بينما حصلت المؤشرات: تكافئ المدرسة السلوكات الحسنة والجيدة وتعززها لدى الطلبة، وينفذ المرشد التربوي أو طاقم المدرسة أنشطة تسهم في الحد من العنف على أعلى نسبة تحقق في مدارس الذكور ومدارس الإناث. 4. معظم المدارس في البرنامجين تصل إلى تحقيق جزئي لمؤشرات برنامج سياسة الحد من العنف، مع وجود بعض الصعوبات، واستدامة ضعيفة للمخرجات. 5. ومن أبرز دلالات تحقق برنامجي المدرسة صديقة للطفل، وسياسة الحد من العنف: • بدا الأثر واضحاً على الأطفال، حيث لاحظ المعلمون والأهل تحسناً في مهارات الأطفال الحياتية، وفي قدراتهم الأكاديمية، والتزامهم بالمدرسة. • كان البرنامج قادراً على تنفيذ معظم النشاطات المخطط لها ضمن الوقت المحدد. • تبين أن الأسلوب المستخدم في تطبيق المشروع كان ذا كفاءة عالية، ومكَّن من وجود نظام تخطيط ومتابعة وتقييم على مختلف المستويات، سواء في المديريات أو المدارس. • هناك سياسات في الوزارة لا تدعم نجاح البرنامج (مثل سياسة فتح المدارس بعد الدوام، والتقييم التقليدي للمعلم، ونظام الحصص التقليدية). • يوجد استخدام للإمكانات المتاحة بأعلى فاعلية، وبأقل قدر من الفاقد المسموح به. • الصعوبات لا تعود إلى عيوب في التخطيط أو قصور في الإمكانيات، بل تعود إلى صعوبة تغيير مفاهيم المديرين والمعلمين بخصوص العنف كوسيلة للتربية والانضباط. • اعتقادات مجتمع المدرسة، وتحديداً المدير والمعلم، زادت من صعوبة التطبيق.

ومن أبرز التوصيات التي خرجت بها الدراسة ما يأتي: 1. عمل دراسات بحثية حول ظاهرة العنف للخروج ببرامج إجرائية أكثر تحديداً من سياسة الحد من العنف، مثل: • دراسة تجريبية تقارن مدارس من محافظة ضواحي القدس مع مدارس شبيهة في محافظة أخرى لضبط المتغيرات وإبقاء متغير البرنامج وحده الفرق بين الضابطة والتجريبية. • دراسة حول علاقة العنف بمتغيرات قد تنسى مثل متغير الدافعية، والإنجاز، والصحة النفسية، وتقديرالذات، واستنتاج طبيعة العلاقات الارتباطية بينها. 2. بناء نظام متابعة وتقويم لبرامج اجتماعية تأخذ بعين الاعتبار السلوك والتوجه، وقوة السلوك والتوجه. 3. تعديل السياسات حتى تنسجم مع مؤشرات البرنامجين.